مناخ الوطن العربي
يرتبط
مناخ الوطن العربي بشكل عام بمناخ البحر المتوسط، وهو مناخ شبة مداري حار جاف في أغلب أجزائه صيف وشتاؤه بارد عموما وممطر أحيانا، ويظهر الإختلاف بين الصيف والشتاء تطرفا في عناصر المناخ ألأخرى. كما نجد أن خصوصية مناخ البحر المتوسط تتخلخل من مكان إلى آخر، إضافة إلى ذلك نجد أن المنطقة العربية تمتلك مساحات تكون فيها الأمطارة صيفية، وهذا نقيض لمناخ البحر المتوسط، وتتجسد أمطار الصيفية في مناطق معينة تشمل جناحة الشرقي والغربي. هاتان الصورتان والتي توضحان الشمال والجنوب منه تتداخلان مع مساحة واسعة وسطى تتمثل في إقليم ذا مناخ صحراوي.
العوامل المتحكمة في مناخ الوطن العربي
يخضع المناخ في الوطن العربي لمجموعة مؤثرات تتراوح بين النطاقية والانطاقية فتتجاذبه مجموعتين من المؤثرات هما الشمالية المتمثلة في عوامل مناخ البحر المتوسط والمؤثرات الجنوبية المتمثلة في عوامل المناخ المداري الرطب، ومن خلال هذا التجاذب يمكننا فهم الصورة العامة للمناخ المسجل في معظم الدول العربية، والتي تتوقف على مدى تأثر الإقليم المعين بأحد هذه العوامل أو مجموعة منها أكثر من غيرها ومن أهم هذه العوامل نذكر :
1. الموقع الفلكي
هذا الامتداد يتعزز بامتداده الطولي بين خطي طول 60 شرقا و17 غربا وهو بذلك يحتوي أكثر مناطق العالم قارية إذ تكاد تختفي فيه المسطحات المائية على امتدادية الشمالي والجنوبي سبق وان أشرنا إلى الامتداد الشمالي الجنوبي للوطن العربي وهو 5،37 شمالا و2 جنوبا إلا أن والشرقي والغربي ،وباستثناء البحر الأحمر الذي يمتاز بخمولة محدودية امتداده وقلة التيارات به. كما أن شواطئه المرتفه (تحيط به الجبال من جانبيه) جعلته محدود التأثير على المنطقة، كما لإمتدادة الشمالي الجنوبي في موازات خط الرياح الدائمة دورا في تقليل أثره المناخي ويبقى أثر المسطحات المائية الأخرى المحيطة بالوطن العربي من المحدودية بمكان خصوصا فيما يتعلق بالبحر المتوسط، إذ يقع هذا المسطح شمالي المدار مما يعني أنه في مهب الريح العكسية وهو ما يمنع تأثيره من الوصول داخل الوطن العربي. اما في الجانب الغربي لهذا الوطن فإن مرمر تيار كناري البارد يرفع مستوى القارية حتي على الشواطئ. إذ لا يتجاوز تأثير المحيط الأطلسي على معدل الحرارة 12 كم على شواطئه. ويعد هذا العامل من أهم عوامل التصحر لذا لا يمكن إهمال ما له من دور في خلق الظروف المناخية العربية من جفاف وارتفاع درجات الحرارة.
2. مراكز الضغط الفعالة
نتيجة للامتداد الكبير للوطن العربي وموقعة المداري فإن مناخه يتأثر بأربعة من مراكز الضغط الجوي الدائمة، إضافة إلى اثنين من المراكز الموسمية فنجد أن الدورة الهوائية فوق الوطن العربي تتركز في خلية هالي والمتأتية عن الضغوط المنخفضة حول خط الاستواء، إذ يتصاعد هواء التوارد المتمثل في في الرياح التجارية التي تعم الشمالية الشرقية منها أغلب أجزاء الوطن العربي. ويمكننا هنا الفصل بين ثلاث نطاقات عربية من حيث الدورة الهوائية العامة. ففي الجزء الغربي تعتبر مراكز الضغط المرتفع المغذية لهذا التوارد دائمة، فنجد المرتفع الأزوري في الشمال يقابلة في الجنوب المرتفع الجوي المتمركز حول جزيرة القديسة هيلانة، وتتحرك الجهة اليمين البيمدارية في وسط المناطق الواقعة بين هذين المرتفعين غير أن هذه الجبهة تكاد تكون ثابتة على مستوى خط الإستواء في المحيط الأطلسي بتأثير التيارات البحرية بينما تتوغل في الشمال صيفا على اليابس وهو ما يجعل جزء كبير من البلاد العربية تتأثر بالظروف المناخية المدارية صيفا، فتهب الرياح الموسمية على جنوب الوطن العربي جالبة معاها الأمطار الصيفية في الجزء الجنوبى من الوطن العربي والتي يمتد تأثيرها من موريتانيا حتى السودان مرورا في جنوب الجزائر وليبيا في حين يتغير اتجاهه.
3. التيارات النفاثة
يتأثر الوطن العربي بنوعين من هذه التيارات شتاء فيمر بشماله التيار الشرقي المداري الذي ينتهي فوق السواحل الغربية الموريتانية في منطقة الرأس الأبيض. ويتكون إلي يمين هذا التيار على مستوى السطح مجموعة المرتفعات آنفة الذكر في فصل الشتاء غير انه يكون مخلخلا معرضا للاختفاء بفعل الأثر الديناميكي القوي للتيار الغربي والذي يمر بالمنطقة العربية في وضعيات مختلفة منها الغربي ــ الشرقي والمائل إلى الشمالي الشرقي، وفي الحالة الأخيرة فإن هذا التيار لا يهم الجزء الشرقي، إذ يربط بين الرأس الأخضر على المحيط الأطلسي وخليج قابس في تونس. أم في الصيف فتتعرض المنطقة العربية للتيار الشرقي آنف الذكر والذي ينقسم بدوره لتيارين هما : التيار المداري الشرقي والتيار الأفريقي واللذان يمران بشمال وجنوب الوطن العربي على التواي. إلا أن هذين التيارين محدودي الأثر في الجناح الشرقي رغم مالهما من أهمية في الدورة الهوائية في الجناح الغربية. إذ يشكل اختفائه في غربي الوطن العربي عامل ادامه للمرتفع الأزوري صيفا، كما يعمل على تعزيز دفع الرياح الموسمية لتصل تأثيرها أواسط الصحراء الأفريقية.
الكتل الهوائية
تؤثر على مناخ الوطن العربي كتل هوائية منشاها قاريا وبحريا.
الكتل القارية
يتأثر الوطن العربي في الصيف وخاصة المناطق الواقعة شمال دائرة عرض 15 شمال وقد يكون منشأه محلي، لكن قسم من اليابس الآسيوي الأوروبي وبسبب اعتداله يؤدي إلى تلطيف الجو على المناطق التي تصلها رياح قادمة منه وهواء هذه المنطقة يتميز بالجفاف، لكن إذا مرت على المسطحات المائية ستنحمل بالرطوبة التي ينتج عنها ظاهرة ضباب السواحل.
الكتل البحرية
تصل إلى المنطقة العربية كتل هوائية قطبية في فصل الشتاء والخريف عبر أوروبا عن طريق البحر المتوسط بعدما تنشط المنخفضات الجوية، لكن عندما تصل رياح للأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية للوطن العربي تكون صفاته معدلة حيث اكتسبت وفقدت جزء من صفاتها الرئيسية، وتسبب في انخفاض درجات الحرارة كما تسبب سقوط الأمطار.